أشار رئيس مجلس الوزراء المصري ​مصطفى مدبولي​، خلال لقائه نائب رئيس الوزراء اللّبناني ​سعادة الشامي​، في مقرّ الحكومة في العاصمة الإداريّة الجديدة، إلى أنّ "العلاقات بين البلدين شهدت على مدار الفترة الأخيرة، تواصلًا وتنسيقًا مُستمرّين، سواء عبر الاتصالات الهاتفيّة أو تبادل الزّيارات، وهو ما يأتي استمرارًا للعلاقات الأخويّة المُتميّزة على مختلف المستويات، والّتي تحرص مصر على تعزيزها وترقيتها".

ورحّب بـ"اتفاق وقف إطلاق النّار في ​لبنان​، الّذي دخل حيّز النّفاذ يوم 27 تشرين الثّاني 2024"، مؤكّدًا "دعم مصر الكامل للبنان خلال الفترة المُقبلة، ومساندته في الخطوات الّتي سيتّخذها". واستعرض نتائج قرار وقف إطلاق النّار ومدى الإلتزام بتنفيذه من الجانبين، مركّزًا على "أنّنا سندفع بأهميّة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النّار، بما يُسهم في تحقيق أمن وسيادة لبنان وشعبه الشّقيق، كما سندفع بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل بما ينسحب على الجانبين، مع التّشديد أيضًا على دعمنا الكامل لمؤسّسات الدّولة اللّبنانيّة؛ وتقديم مُختلف أوجه الدّعم المُمكن للبنان". وطلب "نقل تحيّاته لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الّذي يحمل له كلّ مودّة وتقدير.

بدوره، توجّه الشّامي بالشّكر إلى مصر على "دعمها الدّائم للبنان"، مشدّدًا على أنّ "مصر الشّقيقة لعبت دورًا مُهمًّا في دعم بلاده خلال الحرب الأخيرة، كما لعبت دورًا مهمًّا أيضًا باعتبارها عضوًا في اللّجنة الخماسيّة المشكَّلة كإطار تنسيقي لدعم المجتمع الدّولي للبنان". ولفت إلى أنّ "تكلفة الحرب في لبنان كبيرة للغاية، وأنّ جهود إعادة الإعمار ستكون شاقّة"، مُعربًا في هذا الصّدد عن تطلّعه إلى "استمرار الدعّم المصري للبنان خلال مرحلة ما بعد الحرب".

وأبدى رغبةً في "تعزيز التّعاون بين حكومة بلاده والحكومة المصريّة في عددٍ من الملفّات الاقتصاديّة المُهمّة، من بينها تبادل الخبرات في تطبيق منظومة الفاتورة الإلكترونيّة، لاسيّما أنّ التّجربة المصرية الخاصة بهذه المنظومة أثبتت نجاحًا ملحوظًا"، موضحًا أنّ "هذا يأتي في ضوء سعي الحكومة اللّبنانيّة إلى توسيع القاعدة الضّريبيّة وزيادة الإيرادات، ما يُمكّنها من تدبير موارد الإنفاق اللّازمة للمشروعات والخدمات ذات الأولويّة".

في هذا السّياق، أبدى وزير الماليّة أحمد كجوك، استعداده "للتّعاون مع من تُفوّضه الحكومة اللّبنانيّة لتبادل الخبرات الفنيّة والتّقنيّة، الّتي يُمكن من خلالها نقل تجربة منظومة الفاتورة الإلكترونية إلى لبنان الشّقيق"، مشيرًا إلى أنّ "تطبيق هذه المنظومة في مصر ساهمت بصورة كبيرة في نمو الإيرادات، وهو ما يؤكد أهمية تطبيقها".

وأفاد بـ"إمكان عقد لقاء خلال السّاعات المقبلة مع فريق عمل وزارة الماليّة اللّبنانيّة، الّذي يزور مصر حاليًّا، للبدء على الفور في المشاورات الخاصّة بتطبيق منظومة الفاتورة الإلكترونيّة في لبنان".

وفي ختام اللّقاء، أعلن رئيس الوزراء "استمرار دعم مصر للبنان الشّقيق في كلّ الملفّات والموضوعات الّتي من شأنها تحقيق استقراره ودفع جهود التّنمية به".